
نهاية عام، مشارف عامٍ آخر. موسم إحصاء الإنجازات، مراجعة القرارات ومحاسبة النفس. يرتبط الإنسان بمفهوم البداية والنهاية حتى يجد نفسه يرسم إطارًا زمنيًا لكل شيء، كعقد إلزامٍ له تاريخ انتهاء صلاحية، يترجّى بعده الوقت بدل الضائع.
محطة توقف
أحيانًا، تحتاج أن تحوّل الموعد من اختبارٍ إلى محطة توقف، أن تأخذ نفسًا عميقًا، وتحظى باستراحتك. أن تلغي كل تلك الأسئلة والحيرة والعمل على خططٍ كبيرة، وتضع نقطة فقط، بعد ازدحام الكلمات وتشتت الطريق.
الإنجازات التي لم يصفق لها أحد
تلك اللحظات التي كنت فيها الشاهد والمشهود عليه، الضحية والمحارب، بطل الحكاية التي كل شخصياتها أنت. هي انتصاراتك التي لم يشهدها غيرك، وإنجازاتك التي لم يصفق لها أحد. ولأنك خضتها وحدك، آن أن تكون أنت الجمهور وتحتفي بها وحدك. أن تضعها في قمة لوحة العام ولا ضير إن كانت وحدها.
التقط نجمتك اللامعة
ربما تلك النجمة اللامعة في عالم أحدهم، ستكون خافتةً لو تغيّر عالمه. وذاك البطل لن يكون سوى ضحيةً في ظروفٍ أنت تجاوزتها، وحجم الجهد الذي يثقلك للنهوض والعمل كل صباح، قد يوازي الحصول على ميداليةٍ ذهبية في مبارزةٍ شرسة. كلنا لنا نجومنا اللامعة التي نعرفها قياسًا بما يحوم حولنا وداخلنا، عرّف إنجازاتك المرتبطة بك أنت، والتقط نجمتك.
الوقت “بدل الضائع”
ترتبط النهاية بإغلاق فصلٍ وفتح آخر، بقراراتٍ وخططٍ جديدة. جرّب أن تحزم أمتعتك القديمة معك، ونفس الخطط التي رجوت إنجازها ولم تكتمل. امنح نفسك الوقت “بدل الضائع”، وأعطه اسمه الحقيقي، أي، امنح نفسك الوقت الذي تستحقه.
تحرر من إطار الوقت لو مرة
ليست أعوامنا واحدة، ولا ظروفنا. بعضنا قاوم الحرب ولا زال، الآخر يقاوم نفسه، ومعارك أخرى لن نعرف عنها شيئًا، سوى الشهادة، الوظيفة، وأحيانًا النجاة، الابتسامة، والسعي رغم كل شيء. فدعنا لا نلتزم بإطار الزمن لو مرة، ونمشي وفقًا لزمننا نحن، دون أطرٍ وتواريخ انتهاء.
إضافة ربما خارج السياق
كنت قد أنهيت النص وأطفأت جهازي، لكنّي شعرتُ بنقصه عند نشره، وأن لزامًا عليّ أن أقول دون التفكير بمدى ارتباط الفكرة وتسلسلها؛ ألا ننسى في خضم كل الصفحات التي نغلقها ونفتح أخرى، أنه وفق كل التقويمات السنوية، دون إلقاء بالٍ لبدايتها ونهايتها، لا زالت الحرب مستمرة في غزة.
لن أقول عن “الانتصارات الحزينة” التي مرّت على أهل غزة؛ كأن تجد مأوى، طحين، شبكة إنترنت مستقرة، أن يعود أحباؤك للمنزل سالمين. فلا داعي لأن نجمّل المصاب ونسمي الأشياء في غير موضعها، إنما كربٌ نرجو فرجه.
جرّب أن تفكر الآن دون تأطير الفكرة ببداية عام، كيف ستكون عونًا لهم؟
RELATED POSTS
View all